بعثة الاتحاد الاوروبي لمساندة الشرطة المدنية الفلسطينية وسيادة القانون
menu
بعثة الاتحاد الاوروبي لمساندة الشرطة المدنية الفلسطينية وسيادة القانون English

إلقاء الضوء على مترجمي البعثة

منذ إنشاء بعثة الشرطة الأوروبية في كانون الأول 2006، كان التفاعل بين الجهات الفلسطينية النظيرة للبعثة والمستشارين الأوروبيين الذي يتحدثون لغات مختلفة وينحدرون من ثقافات متعددة سمة أساسية لعمل البعثة ونتيجة طبيعية لعملية التواصل الوجاهي بينهم. إن الغرض من عملية الترجمة بمعناها الأوسع هو تيسير التواصل وإقامة الجسور ومساعدة الأشخاص على تخطي الحدود اللغوية والثقافية وتعزيز التقارب بينهم. ومما لا شك فيه أن عملية التواصل تشكل محور عمل المترجم، ونظرًا لأن التواصل بين الأشخاص الذين يتحدثون لغات مختلفة لا يمكن أن يتم إلا بوجود مترجم، فإن المترجم هو العمود الفقري للبعثة ولا يمكن الاستغناء عنه من أجل نجاح عمل البعثة.   

يعمل في البعثة فريق من ثمانية مترجمين من كلا الجنسين مؤهلين وذوي خبرة يقومون بالترجمة الشفوية والترجمة التحريرية والتواصل الثقافي في بيئة غير متجانسة متعددة الثقافات. هناك نوعان من الترجمة الشفوية هما الترجمة التتابعية والترجمة الفورية المتزامنة. تحدث الترجمة التتابعية أثناء اللقاءات الرسمية وفيها ينقل المترجم كلام المتحدث إلى اللغة الهدف العربية أو الإنجليزية. أمّا الترجمة الفورية المتزامنة فتحدث في الوقت الحقيقي إذ ينقل فيها المترجم كلام المتحدث بشكل فوري مع التأخر عنه بكلمات قليلة فقط. ومن حين لآخر، يقوم مترجمو البعثة بما يمكن تسميته بالترجمة "الهمسية" أو الترجمة بالهمس وهي عبارة عن ترجمة فورية تعتمد على همس ما يُقال في آذان عدد قليل من المستمعين.

قد تشمل الترجمة التحريرية ضمن سياق عمل البعثة وثائق ترتبط بعمل الشرطة ووثائق قانونية وقوانين وبيانات صحفية وأدلة ومبادئ توجيهية وغير ذلك. إن المستوى العالي من التركيز والدقة والاستجابة السريعة التي تستند إليها عملية الترجمة، إضافة إلى العمليات الذهنية التي تنطوي عليها عمليات الفهم والتحليل اللغوي وإعادة الصياغة، يبرز بوضوح التحديات التي تواجه المترجمين في البعثة في عملهم اليومي.

علاوة على الدور الهام الذي يؤديه المترجمون في نقل الرسائل من لغة إلى أخرى، فإنهم يؤدون دورًا هامًا أيضًا في عملية التواصل الثقافي. وبوصفهم وسطاء بين الثقافات، يمتلك مترجمو بعثة الشرطة الأوروبية الكفاءة اللغوية والثقافية التي تساهم في تيسير التواصل بين المستشارين الأوروبيين ونظرائهم الفلسطينيين. إن فطنة مترجمي البعثة ومعرفتهم بثقافات لغة المصدر ولغة الهدف أمران أساسيان في ملء الفجوة الثقافية بين الخبراء الأوروبيين ونظرائهم الفلسطينيين.

قد يتسبب النقص في معرفة الثقافات الأخرى وفهمها في حدوث الارتباك وسوء الفهم، وأحيانًا الإساءة أثناء التواصل مع الآخرين، ولذلك تتوجه البعثات بحكمة إلى توظيف مترجمين محليين لتجنب احتمال نشوء أي سوء فهم. ولا بد من الإشارة أنه كلما تمكنت البعثات من فهم عادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية للمجتمعات التي تعمل فيها، تتعزز مكانتها ويرتقي عملها. وفي حالة بعثة الشرطة الأوروبية يدل، مثل ذلك الفهم على احترام المستشارين الأوروبيين للثقافة الفلسطينية وإلى سعيهم الحثيث للاندماج في الواقع الفلسطيني الذين يعملون فيه. وفي واقع الأمر، يشير الاهتمام الذي يبديه مستشارو البعثة في تعلم اللغة العربية المحكية المحلية إلى اهتمامهم الكبير بالمجتمع الفلسطيني وثقافته، كما يعكس حساسيتهم الثقافية واحترامهم للغير.                

من ناحية أخرى، لا يقتصر الدور الثقافي للمترجمين في البعثة على تقريب الثقافات الاجتماعية السائدة، فهم يقومون أيضًا بالترجمة في مجالين ثقافيين آخرين هما ثقافة الشرطة وثقافة سيادة القانون اللذان يعتبران ظاهرتين اجتماعيتين ترتبطان بالثقافة السائدة للمجتمع الفلسطيني. ونظرًا لأهمية عمل الشرطة ومنظومة العدالة يضطلع المترجمون بمهامهم وهم يعلمون جيدًا أنهم إن لم يقوموا بالترجمة التحريرية أو الشفوية وفقًا لمعايير مهنية لا عيب فيها فقد يتسبب ذلك في تداعيات خطيرة بعيدة المدى.    

إن الترجمة نشاط تواصلي يهدف إلى تعزيز التقارب بين الثقافات، ويحدث هذا التقارب عادة عبر اللغة وهو يستدعي وجود ناقل بشري – أو مترجم. وبكلمات الكاتب البريطاني أنتوني برجس: "تتعدى عملية الترجمة نقل معني المفردات فقط؛ فالترجمة نشاط يهدف إلى الكشف عن ثقافة بأكملها والتعبير عنها."

تعليق مكتب الصحافة والإعلام في البعثة: إن البعثة بأكملها ممتنة جدًا لوجود فريق من المترجمين الذين يتسمون بمهنية عالية في عملهم ويكرسون كافة جهودهم من أجل تقديم أفضل خدمات الترجمة لمستشاري البعثة. فأنتم أيها المترجمون جزء هام من البعثة، وأنا أتحدث نيابة عن جميع أفراد طاقم البعثة في الإعراب عن خالص شكرنا لكم جميعًا لتيسير لقاءاتنا وتفاعلاتنا مع الجهات الشريكة المحلية! شكرًا لكم!